يجب رفع الحصار الاجرامي فوراً عن سكان غزة
 
منذ استيلاء حركة حماس الاسلامية على السلطة فيها، يعيش سكان مدينة غزة تحت حصار وحشي فرضته دولة اسرائيل على جماهير ذلك القطاع المنكوب. وفي الوقت الذي تحاصر فيه دولة اسرائيل جماهير قطاع غزة بحجة شل حركة حماس الاسلامية تقوم السلطات المصرية بغلق الحدود بوجه الالاف من السكان النازحين من القطاع هربا من الجوع والمرض. لقد حولت اسرائيل قطاع غزة بكامله الى سجن كبير للملايين من الجماهير الفلسطينية المحرومة؛ سجن تنعدم فيه كل ظروف العيش اللائق وتنهار الخدمات الاساسية بالاضافة الى استشراء الجوع والمرض وانعدام الامان بل وحتى فرص هروب سكان القطاع من جحيم الحصار وليكون بامكانهم مساعدة اهاليهم المحاصرين.
 
وقبل اسبوع حطمت الجماهير الفلسطينية المحتشدة السياج الحديدي الفاصل بين قطاع غزة ومصر ودخلت الاراضي المصرية في كسر للحصار المزدوج الذي فرضته السلطات المصرية والتي اغلقت الحدود بوجه الجماهير منذ قرابة السبع اشهر. ان تلاعب البرجوازية المصرية الحاكمة بحياة جماهير فلسطين هو جريمة اخرى تمارسها هذه السلطات بحق المواطنين الفلسطينين. ان حرمان الفلسطينيين من حق التنقل واللجوء والبحث عن ملجأ وظروف معيشة اكثر انسانية هو جريمة كبيرة لا تقل وحشية عن جريمة قوات دولة اسرائيل الفاشية التي تمنع الغذاء والدواء والكهرباء عن القطاع. هذه الاحداث الكارثية تجري بحق الملايين من البشر في فلسطين بينما لا تكاد الانظمة البرجوازية حاملة رايات القومية العربية المهترئة تنبس ببنت شفة حول هذه الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان مكتفية بتمتمة تفهمها لاوضاع السلطات المصرية في حين يعاني الملايين من الاطفال والنساء في الصحراء من الجوع والمرض والبرد والحرمان وانغلاق سبل الحياة بوجوههم.
 
ان المسؤول عن هذا الوضع الكارثي وهذه الجريمة هي دولة اسرائيل اليمينية التي تستمر بتدوين سجلها المخزي ضد الانسانية من خلال تجويع السكان الفلسطينيين وحرمانهم من ابسط حقوقهم وبحجة صراعها مع قوى حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة بعد طرد حركة فتح. ان ضحية الصراع الرجعي الجاري بين قطب ارهاب دولة اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية من جهة و قوى الاسلام السياسي الارهابية المسيطرة على مقدرات الجماهير في قطاع غزة وحلفائه من جهة اخرى، هم الجماهير المحرومة التي تتعرض الى كل انواع الانتهاكات تحت مرأى ومسمع العالم؛ من حصار اقتصادي وقصف وتوغل عسكري وتدميرالبيوت وجرفها بالجرافات وقرصنة جوية وقصف عشوائي وغيرها من اساليب ارهاب دولة اسرائيل التي باتت معروفة لكل العالم. ومن جهة ثانية فان قوى الاسلام السياسي الارهابية تقوم من خلال صراخها الديماغوجي الرجعي والعنصري حول افناء اسرئيل ورميها في البحر وتدمير شعبها وغيرها من الترسانة الايديولوجية لحركة الاسلام السياسي ، تقوم بارتكاب الاعمال البربرية، فهي لا تتورع عن رمي الصواريخ ورجم المدن الاسرائيلية عشوائيا بالقنابل من اجل قتل السكان المدنيين غير عابئة بحياة الاطفال والنساء وعموم السكان. ان سياسة ارهاب دولة اسرائيل من جهة و ارهاب الاسلام السياسي ممثلا بحركة حماس والقوى الاسلامية الرجعية المتحالفة معها ومنها الجمهورية الاسلامية في ايران، تسببان الدمار والخراب للجماهير الفلسطينية. كلا القوتان الرجعيتان يستعملان الجماهير وقودا لاذكاء صراعهما الرجعي من اجل ادامة نفوذهما على حساب حياة ورفاه وآمال الملايين.
 
يطالب حزبنا فورا بانهاء الحصار الاسرائيلي المفروض على جماهير قطاع غزة دون قيد او شرط. وفي نفس الوقت يطالب دولة مصر بالفتح الكامل للحدود مع قطاع غزة وعدم المشاركة في ادامة جريمة دولة اسرائيل وذلك من خلال السماح للجماهير الفلسطينية بالدخول في اراضيها وتوفير كل وسائل ادامة حياتهم وبشكل انساني ولائق ووقف التلاعب بمعاناة الجماهير فورا من اجل تحقيق مصالح سياسية.
 
ان حزبنا وهو يدعو الى وقف هذه الجريمة فوراً، فانه يعيد التذكير ببديله لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ويذكر بان حل القضية الفلسطينية يجب ان يأتي من خلال تشكيل الدولة الفلسطينية المتساوية الحقوق مع دولة اسرائيل. يرى حزبنا بانه في الظرف الراهن لصراع قوتي الارهاب؛ دولة اسرائيل اليمينية من جهة وقوى الاسلام السياسي المسيطرة على السلطة في فلسطين من جهة اخرى، فان شروط تشكيل تلك الدولة غير متوفرة وبالتالي استمرار معاناة الجماهير الفلسطينية الفظيع وكذلك جماهيراسرائيل وعموم المنطقة.
 
ان حل تشكيل الدولة الفلسطينية لا يمكن تحقيقه مالم تزاح العقبتان الرئيستان بوجه هذا الحل اي قوتي اليمين الارهابيتين على طرفي الصراع واحلال بديل الجماهير وقواها اليسارية والعلمانية والاشتراكية. يدعو حزبنا الى التدخل الفوري لقوى اليسار والاشتراكيين والشيوعيين والعلمانيين وكل الانسانيين وطرح بديلهم العلماني والمدني سواء في فلسطين او دولة اسرائيل وبالتالي اضعاف نفوذ القوى اليمينية الرجعية التي تعتاش على تغذية المشاعر المنحطة الدينية والقومية المعادية للانسان ومساواته. ان صعود اليسار والجماهير المتمدنة سيفتح افاقا جديدة لامكانية واقعية بحل القضية الفلسطينية وتلبية حاجة الناس الى العيش بامان وبالتالي انهاء الصراع الرجعي المستمر منذ اكثر من 60 عاما. ان تشكيل الدولة الفلسطينية المتساوية الحقوق سيتفح المجال واسعا لشرق اوسط آمنٍ ، حرٍ ومتساوٍ واشتراكي.
 
الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي
6-2-2008