قتل بن لادن في صالح الجماهير في نضالها ضد قوى الاسلام السياسي

 

قتلت القوات الامريكية بن لادن الذي مثل طوال العشرين سنة الماضية اسما مرعبا للمليارات من البشر حول العالم. ان قتل بن لادن اثلج صدور الملايين من البشر واسعدهم لانهم تخلصوا من زعيم حركة وحشية بربرية لا تأبه بقتل الاطفال من اجل تحقيق اهدافها الوحشية؛ حركة حولت العالم بمعية امريكا والغرب الى غابة للوحوش المتصارعة ولاكثر من عشرين سنة. جلبت المخابرات الامريكية بن لادن من الكهوف ونصبته زعيما "للمجاهدين من اجل الحرية" كما اسمتهم في حينها، وظل طفلها المدلل طوال الحرب الباردة للغرب ضد المعسكر الشرقي وابان احتلال الاتحاد السوفييتي لافغانستان ودعمته وحركته سياسيا وماليا وعسكريا.

 

لقد جاء قتل بن لادن في الوقت الذي شرعت فيه عملية تراجع وانحدار وافول حركة الاسلام السياسي بعد سنين طويلة جثم فيها كالكابوس على قلوب وصدور الملايين من البشر في العديد من دول العالم وخاصة دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا وما يسمى العالم العربي. هذه المناطق تحديدا شرعت حركة مخالفة تماما لحركة الاسلام السياسي ولبدائل امريكا والغرب، حركة جماهير واسعة عريضة تحررية انسانية لا تمت باي صلة لحركة الاسلام السياسي ولا شعاراتهم المركزية، "الجهاد ضد الاستكبار" او "قتل اليهود" او "الموت لامريكا" ولا علاقة لها باي ايديولوجيات رفعها بن لادن و الظواهري و علي خامنئي و احمدي نجاد وحسن نصر الله و بقية قادة الاسلام السياسي. ان الثورات الجماهيرية العارمة المندلعة في المنطقة تدق ناقوس النهاية لعالم وحشي حاولت امريكا بسياساتها اليمينية فرض اجواءه الارهابية في كل مكان وكان في بدايته يهدف الى انقاذ نفوذها المتزعزع اثر سقوط المعسكر الشرقي ولكنه سرعان ما تحول الى جحيم اغرق العالم بأسره في بحر من دماء الملايين من الابرياء.

 

البرجوازية العالمية هي تماما كما ترى الجماهير ممارساتها؛ قتل وارهاب وقرصنة وقتل مدنيين وانزال بالطائرات وقصف المنازل والمدن وتفجير السيارات المفخخة في الاسواق واغتيالات بكواتم الصوت وفتح السجون واشاعة التعذيب. هذه هي كل بدائل البرجوازية وليس في جعبتها اي شئ اخر. ورغم ان قتل بن لادن رفع داخليا من رصيد الحكومة الامريكية المتراجعة فان الواقع يظهر ان الخيارات التي امام امريكا اليوم لدعم حركة ارهابية او قمعية او وحشية اخرى في الشرق الاوسط والعالم العربي باتت معدومة كليا. لم يعد امام امريكا الا الرضوخ ومتابعة الحركات الجماهيرية والثورات التي تجتاح المنطقة بفم فاغر؛ الحركات المطالبة تماما بعكس كل ما روجت له امريكا وساساتها طوال العشرين سنة الماضية من تقسيم البشر على اساس الدين والطائفة والعرق والاثنية وتسليط الشيوخ والملالي ممثلين لهم واشاعة ثقافة نسبية حقوق البشر حسب انتماءهم الديني او العرقي او ما عرف رسميا بمصطلح :التعددية الثقافية والنسبية الثقافية . ان ثورات الجبهة التحررية الثالثة التي تجتاح المنطقة اليوم هي عكس كل هذه القيم وبالضد منها.

 

ولكن حركة الاسلام السياسي في العراق والذي نصبته امريكا في السلطة مايزال قوة جاثمة على صدور جماهير العراق وان التخلص من هذه القوى لن تكون حتما مهمة الكوماندوز الامريكي بل هي بالتحديد مهمة الجماهير المليونية؛ الطبقة العاملة وقواها الاشتراكية والنسوية والمساواتية والعلمانية والتحررية التي بدأت ثوراتها في اكثرية المدن العراقية. ان النضال من اجل التخلص من قوى الاسلام السياسي والقومية مازال محتدما وان تخليص العالم من بن لادن سيزيد ويقوي من عضد ذلك النضال الانساني وخاصة على صعيد المنطقة حتى الاطاحة كليا بقوى الاسلام السياسي ورميها في مزبلة التأريخ.

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

3 ايار 2011