كلمة الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي في مراسيم تأبين الرفيق العزيز موسى حســــــين

 

 

رفاقي الاعزاء واصدقائي

 

باسمي الشخصي وباسم الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي اتقدم بالتعازي الحارة والمواساة لعائلة الرفيق العزيز موسى حسين الذي اغتالته الجهات الجبانة والارهابية في العراق وكذلك اتقدم بالتعازي الحارة الى كل رفاقنا والى كل كوادر الشيوعية العمالية وكل الشيوعيين والاشتراكيين وكل من يخفق قلبه حباً للاشتراكية والانسانية.

 

موسى حسين كان ناشطا اشتراكيا. كان فعالا في حركة الشيوعية العمالية وكادرا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. يمتلك موسى حسين تاريخ نضالي واسع في الحركة الشيوعية. وقد ناضل ضد الظلم والتمييز والاستغلال وقمع المرأة والعمال واظطهاد حقوقهم ورفع المعاناة عن جماهير مدينة كركوك والمساواة وعن كل ماهو نبيل في هذا العالم المقلوب الذي يعمه الاستغلال واللامساواة وتعمه الوحشية وسيادة القوى الرجعية والمتخلفة على الجماهير المتمدنة الواسعة.

 

كان موسى حسين انسانا جريئا ومقداما. وقد لمست لمس اليد شجاعة موسى حسين وقوة شخصيته واندفاعه من اجل الشيوعية ومن اجل الانسانية والدفاع عن الانسانية المظطهدة. كان دائم الحديث معي عن رغبته في العمل وفي النزول الى المجتمع ومع الجماهير و في رفع الظلم عنهم. كان اخر مشاريع موسى هو ان يزيد كمية الرز في الحصة التموينية. وقال ان هناك مؤامرة لتقليل كمية المواد الغذائية في الحصص التموينية في العراق بعد مجئ هذه الشراذم الاسلامية والقومية وبمعونة الاحتلال الامريكي وتدمير العراق وشعبه وتدمير مدنه ومجتمعه المدني وارجاع حقوق المرأة الى القرون الوسطى. لم يهدأ لموسى حسين بال وقال يجب ان انزل واناضل من اجل رفع هذه المظالم عن جماهير مدينة كركوك. كذلك اخبرني موسى بشكل شخصي انه ذهب وزار المدارس حيث كان اولاده الصغار في احد المدارس الابتدائية وعند زيارته لتلك المدرسة  لاحظ قدم الرحلات وتآكلها وتهالكها وسوء الاوضاع في الصفوف المدرسية وبردها في الشتاء فقرر النضال من اجل تغيير تلك الاوضاع وتحسين وضع التلاميذ عموما وصار يتحدث مع الهيئة التدريسية والكادر التدريسي ويزور اكثر من مدرسة لهذا الغرض. كان لموسى حسين ايضا نشاطا في حي التضامن وكان يريد ان يبقي على المساحات المفتوحة داخل المناطق السكنية من اجل ان يلعب الاطفال في مناطق خضراء امينة بعيدة عن السيارات والاتربة؛ مناطق صحية. وكان موسى يحدثني عن مساعيه بهذا الصدد.كان موسى انسانا اجتماعيا؛ المجتمع يحبه وكان له علاقات واسعة سواء مع العمال والكادحين او مع القوى السياسية والنشطاء اليساريين والاشتراكيين داخل مجتمع كركوك.

 

برأيي ان من قتل موسى هي كل القوى الرجعية المهيمنة على مقدرات جماهير العراق هذه الايام. ان من قتل موسى هي تلك الشراذم المتخلفة الاجرامية التي جلبتها قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني الى العراق. قتلته لانه كان يدافع عن الحرية والمساواة والتمدن وكان انسانا راديكاليا ولم يقبل اظطهاد المرأة وكان يدافع عن حقوق العمال وكان نصيرا للعمال والكادحين. وكان يعارض النظام الرأسمالي ويود الاطاحة به ويعمل من اجل تنظيم صفوف الناس من اجل تقوية الحزب وبالتالي التحول الى حزب اجتماعي قادر على التغيير وقلب الاوضاع.

 

في زيارتي الى مدينة كركوك التي كان سكرتيرا لتنظيمها. لاحظت الاوضاع المأساوية التي تعيشها تلك المدينة الغنية بالنفط. الشوارع متربة ومكسرة. المدينة مظلمة وتعاني من نقص الكهرباء. مئات الالاف من البشر وخاصة الشباب بلا عمل. يفتشون عن العمل. ترى الفقر في كل زاوية من زوايا كركوك. وكان موسى قلقا من هذه الاوضاع. كان موسى يريد ان يغير هذه الاوضاع وكان دائم الحركة. لهذه الاسباب اغتالوا موسى لانه كان مدافعا عن الاشتراكية وكان يريد تغيير حياة الناس.

 

اعزائي واصدقائي ورفاقي الاشتراكيين،

 

برأيي ان قتل موسى واغتياله هو دليل على ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي بدأ يصبح مضنيا للقوى البرجوازية. الحزب الشيوعي العمالي اليساري بدا يتحول الى شوكة في خاصرة القوى الرجعية في مدينة كركوك. نسيت ان اذكر لكم ان الرفيق موسى كان ناقدا لمحاولة تقسيم مدينة كركوك على اسس طائفية وقومية واثنية رجعية وكان دائم النقد للحركة القومية وكان على هذا الاساس ناقدا للقرار 140 الذي يريد ان يقسم مدينة كركوك على اسس قومية ودينية. لذا كان موسى يمثل الشيوعية العمالية في مدينة كركوك والحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. ان حزبنا في بغداد وكركوك والسليمانية والناصرية يحرز التقدم ايها الرفاق. ان الاشتراكية وقواها تتقدم في العراق.

 

انا على يقين ان حركة الجماهير حاليا في العراق بامكانها ان تقدم عشرات من امثال موسى بل واكثر جرأة من موسى. فهناك الالاف من الشباب ومئات الالاف من العمال والتحرريات النسويات في مدن وشوارع ومعامل وازقة العراق سيتصدون لنفس احلام موسى ولنفس مبادئ موسى وسيستمر النضال من اجل المساواة. ان دماء موسى لن تذهب الا في طريق نصرة الاشتراكية ، الا في طريق القضاء على هذا النظام المتعفن واللا انساني ، النظام الرأسمالي الجائر الذي يسحق الانسان والقيم الانسانية من اجل الارباح وتكبيرها واعادة انتاج الفقر والحرمان وانعدام المساواة واذلال المرأة واذلال العامل.

 

رفاقي واصدقائي

 

علينا تقوية الصف العلماني. علينا تقوية الحركة الاشتراكية. يجب ان نجعل من اغتيال موسى حافزاً لنا لادامة النضال من اجل الاشتراكية. الحركة الاشتراكية في العراق لن تنطفئ وانا على يقين. واكرر هذه المقولة بانني على يقين بان الحركة العمالية ستنهض في العراق وكان موسى احد اعمدة او كوادر هذه الحركة العمالية الاشتراكية. انا على يقين بان الحركة النسوية في العراق لن يهدأ لها بال حتى تديم وتصعد من نضالها من اجل المساواة الكاملة غير المشروطة للمرأة بالرجل.

الخلود لموسى ولكل من ضحى بحياته في سبيل الاشتراكية: لكل من ضحى بحياته من اجل انتصار الانسانية على البربرية.

 

عاشت الاشتراكية

عاش الرفيق موسى حسين

عاش الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

 

واشكركم