مقابلة مع عباس كامل
حول استجواب محافظ بغداد بتهمة ”اهدار المال العام“ !
نحو الاشتراكية:
عباس كامل: ليس غريبا ان يتهم شخص بهذه الحكومة ( حكومة المحاصصة
الطائفية) فمحافظ بغداد صلاح عبدالرزاق هو جزء من منظومة فاسدة تعبث بأموال العراق
وتهدره اما عن طريق مشاريع وهمية لااساس لها او عن طريق الاختلاسات وهلمجرا , ان
محافظ بغداد ومنذ تسنمه مهامه كمحافظ لبغداد قد دمر بغداد وهو اسؤ محافظ في تأريخ
الحكومات التي تعاقبت على الحكم في العراق ولاننسى بأن كان له دور خبيث ومماطل يوم
25 شباط عندما كان يصرح بضرورة كهربة المتظاهرين عن طريق العصي الكهربائية ونفاقه
وتعليماته وتصريحاته ضد المتظاهرين الذين طالبو باقالته هو ورئيس مجلس محافظته
ومعهما امين بغداد كأسوأ ثلاثي يديرون شؤون بغداد ويعبثون بأموال الفقراء ويهدرون
المال العام في الوقت الذي تأن بغداد من الفقر وقلة الخدمات وعدم بناء المجمعات
السكنية للفقراء وفقدان الماء الصالح للشرب والطرق وغيرها الكثير الكثير من المأسي
التي تأذى منها طويلا المواطنيين , اذن فألامر لايتعلق بكونه محافظ وانما يتعلق
بمنظومة فاسدة تتصرف حسب هواها وامزجتها غير مبالية بفقر المواطنيين وجوعهم , ان
استجوابه امرا ضروريا وان الاوان لفضحه هو وزمرته وحاشيته الذين يتربعون على
الكراسي ولايعرفون ولو مقدار ذرة عن الاهمال الذي تعاني منه بغداد ومواطنيها ولم
يسألو يوما ولو مواطن واحد عن احواله واحوال مدينته فهم غير مهنيين وغير ميدانيين
وفقط يحبون الجلوس على الكراسي في ويتمتعون بالتبريد في أيام الصيف اللاهب والمواطن
يأن من رطوبة وسخونة الجو وهم في قصورهم و مكاتبهم ويستلمون رواتبهم الخيالية علاوة
على العقود التي يبرمونها سرا لمصالحهم الشخصية والعائلية والعشائرية والحزبية ,
هذا هو ديدن استجوابه ولو اتى متأخرا ولكن كان لابد من استجوابه وطرده منذ فترة
طويلة لانه غير محافظ على بغداد وليس كفؤ وغير محافظ ولاحريص على معيشة مواطنيها
وامنهم ورفاهيتهم
نحو الاشتراكية:
العراق يعاني من اقصاه الى اقصاه من العصابات والمافيات والميليشيات
والاسلاميين من كل نوع وشكل. الجماهير تعرف ان الكل مختلس ومرتشي ويعيش على النصب
والاحتيال ومصادرة الاراضي وسرقة قوت الجماهير ولكنها "تقع برأس احدهم" بين فترة
واخرى. ماهو برأيك السبب ؟ هل هي الاختلافات السياسية وحفر الخنادق لبعضهم البعض ؟
ام فعلا انها دولة قانون ؟
عباس كامل:
قلنا مرارا وتكرارا ان دخول القوات الامريكية الى العراق وتدميره وسقوط نظام البعث
وشل حركة المجتمع عن طريق الالة العسكرية البربرية لاميركا وحلفائها وعملائها قد
جلب مع تلك الالة العسكرية المدمرة كل الشراذم والشوائب من حركات اسلامية وقومية
وعشائرية وعصابات ومافيات وقطاع طرق لتسلمهم مواقع المسؤولية ليحكمو المجتمع
بالحديد والنار كديمومة لنظام البعث بل اكثر وتدمير المجتمع وتقسيمه على اساس
الهوية ومن هذا المنطلق فأن مجيىء تلك العصابات الى سدة الحكم زادت اضعاف من تلك
المعاناة التي كان المجتمع وجماهيره تعانيه من قبل صدام ونظامه البعثي الفاشستي ومن
هنا لابد من القول ان من السهولة ترى يوميا هناك مفاجئات تلو المفاجئات عن طريق هذه
الزمر الحالية المتسلطة على الجماهير فالكل دؤوب بالسرقة ومناضل من طراز خاص بالنصب
والاحتيال والاختلاسات وعندما تخرج رائحة احدهم ومن قبلهم وكشفه فأن الكتلة الاقوى
نفوذا تجدها تشهر بالاصغر منها وتغطي على ازلامها المرتشين وتهربه وتتستر عليه وهذا
اصبح معروفا بل شيء عادي متبع بمنهج الحكومة الحالية ( حكومة المالكي ) كما وان عدم
انسجام الكتل او ماتسمى بالكتل السياسية فيما بينها وتضارب المصالح هو من يأجج
الموقف , ان حفر الخنادق لبعضهم هو
من سمح للسراق واللصوص ان يستمروا ويسيرو الى الامام بالسرقة وهدر المال العام
والرشوة وغيرها لانه ببساطة لايوجد قانون في العراق بل هنا يوجد قانون واحد فقط وهو
قانون الغاب يسود على المجتمع ويحكمه ويسمح لكل من هب ودب ان يتصرف حسب مزاجه وهواه
ويسرق دون حساب او رقيب وينهب ويزور دون رادع او عقاب وعلى هذا الاساس تجد ان قانون
الغاب التي يحكم العراق هو السائد اليوم فالقوي ياكل الضعيف بل ويكون أمن ومأمن من
قبل كتلته وحزبه بينما الفقير هو اللقمة السائغة في افواههم وافواه عصاباتهم
ومليشياتهم ويفترس بسهولة عند اطلاق صرخاته من شدة الجوع والالم فيزجون به بالسجون
ويعذبونه وينكلون به والسارق والقاتل يتمتع بالحصانه والحماية.
نحو الاشتراكية: في الوقت الذي تهدر مليارات الدنانير على المنافع الشخصية
لمرتزقة الاحزاب الاسلامية والميليشيات القومية هنا وهناك فان الجماهير جائعة
ومحرومة وعاطلة. ماهي نسب البطالة الحالية في العراق وهل لديكم اي اتصالات بوزارة
العمل حول وضع العمال العاطلين ؟
عباس كامل: ان
البطالة في العراق قد تعدت الخط الاحمر فهي تعصف بالمجتمع وباكثرية الشباب والشابات
الذين يجلسون في بيوتهم دون عمل او ضمانات اجتماعية من شانها تقلل العبىء الثقيل
الذي يعانونه من شدة الجوع وغلاء المعيشة الخ في الوقت الذي نرى فيه ان الاحزاب
الاسلامية والقومية والعشائرية ورجالاتها وحواشيهم ومرتزقتهم يتمتعون بالرواتب
الخيالية والسيارات الفارهة والمضللة والقصور والعقارات وغيرها , ان العراق بلد
الدمار والفقر ان العراق بلد اللا شيء وهو يعتبر من اكثر الدول وفي مقدمة الصفوف
بالفساد الاداري والمالي وجماهيره المليونية جائعة ومعدومة ومنتهكة الكرامة , ان
نسبة البطالة فيه هي الاعلى من بين الدول المحيطة به وبقية الدول الاخرى فمعدل نسب
البطالة فيه تتراوح مابين ال 50 الى ال 60 بالمئة وهذه احصائيات موثوقة ومؤكدة
اجرتها بعض المنظمات المختصة بهذا المجال و منظمات عالمية ومحلية ونحن لانأخذ بكلام
ماتسمى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي تحاول التقليل من تلك النسبة المرعبة
وتقول ان النسبة غير دقيقة من حيث الاحصاء فوزارة العمل تقول ان نسبة البطالة هي 15
بالمئة انظر الى هذا الرقم وكأن العراق في مصاف الدول المتقدمة وهذا قطعا لايفاجئنا
فهو من ضمن سلسلة الاكاذيب والمماطلات والتسويف التي تتمتع بها وزارات الحكومة
الحالية والمعروفة بكذبها ونفاقها العلني والذي ملت منه كل الجماهير في العراق من
اقصى الجنوب الى اقصى الشمال
نحو الاشتراكية:
الجماهير في اسبانيا وايطاليا واليونان وامريكا وايضا في المنطقة العربية
تقوم بالثورة والاحتجاجات ضد النظام الرأسمالي لانه مصدر كل هذا الفساد والنهب
والمحاصصات وتقديم الربحية والمصلحة الشخصية على اي قيمة انسانية او مصلحة
اجتماعية. هل لديكم كلمة للجماهير المحرومة لمحاسبة هؤلاء ؟
عباس كامل: بداية اهنىء كل الجماهير الثائرة من الشباب والشابات
في المجتمعات التي خرجت على جبروت نظام فاسد وظالم ولايعرف الرحمة والانسانية وهو
النظام الرأسمالي ذلك النظام الدموي الذي دمر كيان الانسان , الانسان العامل صاحب
الانتاج والسبب الرئيسي في نفخ كروش الرأسماليين , اليوم فأن مانراه من ثورات
وتظاهرات واصوات ثورية قد جدد الشعور وبث الامل داخل الانسان نفسه ان يحتج ولايسكت
على ظلم النظام الرأسمالي واستغلاله للانسان , ان الاصوات الثورية التي نسمعها
يوميا في اسبانيا واميركا واليونان وايطاليا ومصر وسوريا والعراق وغيرهما قد حركت
المشاعر الثورية لدى العامل والعاطل عن العمل , النساء والرجال وكل الفئات الاخرى
المحرومة والمظطهدة من قبل حفنة الرأسماليين وحركت مشاعر كل الفقراء والمحرومين وان
هذه الثورات تعتبر هي بداية النهاية للنظام الرأسمالي المدمن على دماء الفقراء وان
المسار الانساني وتخليص العالم اليوم يبدو في كفة المناضليين والمناضلات والتحرريون
والانسانيون والشيوعيين والاشتراكيون لتخليص البشرية وفتح الافاق وتوسيعها وبناء
عالم افضل خالي من الفقر والاظطهاد , اثمن تلك الحركات الثورية واصواتها الهادرة
والانسانية المعبرة عن رفض الانسان للهيمنة والغطرسة الرأسمالية ولتعش كل الجماهير
الثائرة ولتستمر في نضالها من اجل طريق ومسارصحيح اكثر انسانية ورفاهية للبشرية.
نحو الاشتراكية:
شكرا جزيلا.