العالم المتمدن يدافع عن حق الحياة و ترامب يدعوالى سفك الدماء و الاعدامات!!

دعى ترامب، أثناء حديث ألقاه في مانشستر في ولاية نيو هامبشير: "إذا لم نضرب بقوة على أيدي تجار المخدرات، فنحن نضيع الوقت هباء. والضرب على أيديهم يتضمن عقوبة الإعدام".

وطالب الرئيس الأمريكي بتوقيع "أقصى العقوبة" على تجار المخدرات أثناء مؤتمر سياسي لحزبه في ولاية بنسلفانيا في وقت سابق من هذا الشهرواضح ترامب الخطوط العريضة لخطته لتطبيق حكم الإعدام على تجار المخدرات وقال الاثنين الماضي: "لابد أن نغير القوانين، ونعمل على ذلك الآن. وتبذل وزارة العدل جهودا كبيرا للانتهاء من ذلك في الوقت الراهن"..

منذ ترشح دونالد ترامب لرئاسة الجمهورية في امريكا لحد الآن لم يبقى ميدان من ميادين السياسية و الاجتماعية و القتصادية في امريكا لم يهاجم فيها ترامب الجماهير و مصالحها و تمدنها و مكاسبها و اخيرا حملته لتطبيق عقوبة الأعدام و القتل بشكل جماعي  يريد ان يطبق نموذج بلد مثل فلبين على امريكا في هذا المجال الذي يعدم و يقتل بشكل بشع و بربري و بالألأف.

دونالد ترامب لم تكتفي بالحملة ضد المهاجرين و ضد النساء و ضد اصحاب البشرة السمراء و ضد المعتنقيين للاسلام و الهجوم على الضمانات الصحية المتدهورة اصلا في امريكا بل بدأ بالحملة لتفيذ عقوبة الاعدام الشنيع و البربري و استعمال هذه الوسلية للوقوف بوجه تهريب المخدرات في امريكا الذي منتشر مثل الوباء.

ان سياسة المحافظين الجدد و صقورها و نظامهم العالمي الجديد الذي تمثل اليمين المتطرف منذ التسعينات القرن الماضي فرضوا بريبرتهم على الصعيد العالمي  بتغذيتهم التيارات البربرية من الأسلام السياسي و القومية و الفاشية على الصعيد العالمي و حولوا العالم الى بؤر للحرب و الأقتتال بدلا من ادعائاتهم بان في ظل سيطرتهم و سيطرت بديلهم و نموذجهم يحول العالم الى عالم يسود فيها الصلح و السلام . دونالد ترامب وصل هذه البربرية الى القمة و ليس على الصعيد العالمي و الخارجي بل في داخل امريكا و انفجر الصراعات الداخلية و تنزل ملايين المعارضيين لسياستهم االى الشوارع يوميا.

الفقر و البطالة و تدني الأجور و تفشي المخدرات و غياب الضمانات الصحية هي نتائج وجودهم و سياساتهم الراسمالية و السوق الحرة و هذه الظاهرة ملازمة لوجودهم و ظلمهم  ظلم 1% ضد 99% من المجتمع. الأعدام لا يستطيع ان يوقف تفشي  المخدرات و الجرائم في امريكا. الأعدامات بالجملة وفي الساحات العامة في ايران لم يستطيع ايقاف تفشي المخدرات و لم يقلل منها ، امريكا ليس احسن حالا من ايران.

الأعدام قضية سياسة تهدف الى تخويف المجتمع و اسكاته و لا تستطيع ان يقلل من تفشي المخدرات في المجتمع. لحل اي قضية يجب علاجه من جذورها و اسبابها و ليس معادات نتائجها. دونالد ترامب تريد استعمال الأعدام كعصا غليظة، لكن الجماهير المعترضة لا يقبلون منه و يسكتونه في بكرة ابيها.

العالم المتمدن و الجماهير المليونية على الصعيد العالمي و الحركة المناهضة للاعدام يرفضون طرح ترامب جملتا و تفصيلا و يستمرون في النضال العالمي ضد عقوبة الاعدام و لخلاص العالم من هذه العقوبة البربرية و الهمجية و القرو وسطية. لحد الآن استطاع هذه الحركة ان يفرض الغاء عقوبة الأعدام على اكثرية البلدان العالمية و هناك اكثر من 104 دولة الغوا عقوبة الأعدام بشكل رسمي و هناك دول كثيرة اخرى اوقفوا تطبيق الأعدامات.

لكن دونالد ترامب من طرف و الأسلام السياسي في الطرف الأخر يريدون ارجاع عجلة التاريخ و ارجاع البشرية الى ممارسة هذه البربرية و تطبيق الأعدام بشكل بشع و معادي للانسانية و الكرامة الأنسانية. و سببوا في الفترة الأخرة في تصاعد منحنى الأعدامات على الصعيد العالمي.

اننا ندعو الجماهير في العراق و المنطقة للقوف ضد عقوبة الأعدام و ضد الحكومات الأسلامية و القومية الذين يروجون لليلة نهار لتطبيق هذه العقوبة. وندعو كل الناشطين ضد عقوبة الأعدام و للوقوف ضد دونالد و ترامب و فضحه و ايقافه لفرض عقوبة الأعدام و ليس فقط ذلك بل الغاء عقوبة الأعدام نهائيا في امريكا و العالم.

سمير نوري

الناطق باسم لجنة الغاء عقوبة الأعدام في العراق

20 آذار 2018